الأسرة والمجتمع

آفة العصر و أثارها على التواصل الأسري

يعد الإنترنت هو آفة العصر، و واحد من الأسباب التي تضعف التواصل بين الآباء والأبناء أو بين أفراد الأسرة بشكل عام، يبدو أنّ الإنترنت في بعض الأحيان قد هدّد التواصل ما بين أفراد العائلة و أعطى فرصة لتواصل و لكن من نوع آخر، رغماً عن اجتياحه  عالم التكنولوجيا و اشاعته التغيير في أكثر من مفهوم في حياة المجتمع و منها إمكانيّة إقامة شبكة علاقات واسعة في بلدان متعدّدة، إضافة إلى السرعة في الحصول على المعلومات، فكان أيضاً أحد الأسباب في خلق المسافات أحياناً بين أفراد العائلة. وهكذا، لابدّ من معرفة كيفيّة الاستفادة من إيجابيات الإنترنت و الحد من تأثيراته السلبيّة.
فكيف نصف اليوم علاقة الأسرة مع الأنترنت؟ ما هي تأثيراته الإيجابيّة والسلبيّة؟ وإلى أيّ مدى يشكّل
الأنترنت تهديداً للتواصل الأسري؟ وما هو الحل؟ كل هذه التسائلات سنجيب عنها مع موقعنا نصيحة فيما يلى.

موضوعات ذات صلة:

دور الأسرة في الصحة النفسية للأطفال

الطفل الفوضوي معاناة نملك مفاتيح التغلب عليها

آفة العصر و آثارها على التواصل الإسري:

كشفت دراسة حديثة أن حوالي 15 مليون شخص في دولة المغرب يستخدمون الشبكة العنكبوتية، أي حوالي نصف سكان الدولة، 53% منهم يرتبطون بالإنترنت بطريقة يومية و35 %على الأقل مرة في الأسبوع.و أصدرت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بحث  أفاد أن الولوج إلى شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة «فيسبوك»، يعد أول استخدام للإنترنت عند المغاربة، الشيء الذي دفع البعض إلى اعتبار «فيسبوك» «أكبر حزب مغربي» من حيث عدد المستخدمين.

أكدت المستشارة صالحة بولقجام عضو مكتب منتدى الزهراء للمرأة المغربية أن رغم الإيجابيات التي يتسم بها الأنترنت له أيضاً مساوئ و أشارت إلى أن الأنترنت يعتبر ثورة في مجال الاتصال والمعلومة وقد ساهم في تطور البشرية في مجالات متعددة منها العلمي والمعرفي وحتى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.

ورغم ذلك فإن للأنترنت مساوئ خصوصا على مستوى التواصل الأسري، فقد أدى الانسياق وراء عوالم الأنترنت من الأبناء والآباء إلى ضعف التواصل داخل الأسرة وكاد أن يصبح لكل فرد عالمه الخاص به معزولا عن الآخر.

أثار الإنترنت على الشباب و التواصل الإسري:

 بالنسبة للشباب قد تسبب هذا الانشغال والانعزال إلى مشاكل اجتماعية وصحية إذ لم تصبح للشباب قدرة على القيام بالعديد من المهام الاجتماعية وعلى المستوى الصحي و النفسي أصبح الشباب منهكاً بسبب إدمانه الأنترنت بل أصبح الأنترنت في تعداد المشاكل التي يبحث لها عن علاج صحي ونفسي، وإن عيش الشباب في عالم افتراضي و إدمانهم الأنترنت سبب له مشاكل نفسية تصل إلى حد الاكتئاب. وعلى المستوى العضوي فإن كثرة الجلوس على لأنترنت تؤدي إلى مشاكل عضوية، علاوة على أن كثرة السهر تتسبب في مشاكل صحية عضوية تبعاً لقلة النوم و عدم القدرة على التركيز مما يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي بالنسبة للطلاب.

التوافد إلى مراكز الإرشاد الأسري والعيادات النفسية:

هناك العديد من الأسر تعاني من ضعف التواصل الأسري نتيجة الانشغال بالأنترنت، المواقع الخلاعة التي لها آثار شديدة الخطورة لما تؤديه من ضياع للأخلاق التي تربى عليها في أسرته. والآباء أنفسهم حين يلجون مواقع تؤثر على تواصلهم الأسري. وفي هذا الصدد تقول صالحة بولقجام: «نحن في مراكز الإرشاد الأسري نستقبل حالات كثيرة لديها مشكل التواصل سواء بين الزوجين أو بين الآباء والأبناء بسبب الانشغال بالأنترنت، هذا الانشغال الذي فاق حده وأصبح يمثل مشكلة داخل الأسرة. وتقوم المراكز على توجيه الحالات لأفضل الوسائل للاستفادة دون الإتيان على فوائد التواصل الأسري».

الضرة الإلكترونية:

سيدة في الخمسين من عمرها أم لثلاثة أبناء لكل واحد منهم حاسوبه الخاص به، تشتكي مما أصبح يحول بينها وبين التواصل مع أبنائها، حتى أنها في بعض الأحيان تطبخ الوجبة ولا تجد من يستجيب بفعل الانشغال بالأنترنت، وأصبحت هي الأخرى تنطق عبارة الفيسبوك مبدية غيرتها منها لأنها سلبت منها أولادها، كما عبرت هي عن ذلك. ولربما نساء كثر يعانين من الأمر ذاته.


حل آفة العصر و الحد من آثارها:


من أجل الاستفادة في الأنترنت والحفاظ على التواصل الأسري قالت صالحة بولقجام «على الأسرة أن تسعى لكي يكون الإنترنت وسيلة للتوصل بين أفرادها وليس وسيلة لقطع التواصل، وذلك بجعل وقت محدد للأنترنت دون غيره.
ويجب الاستفادة من المواقع التي تدرب الابناء والآباء على التواصل الجيد داخل الأسرة.
وأشير إلى أن الآباء ينشغلون دون الأخذ باعتبارهم احتياجات أبنائهم لهم عاطفيا، وأدق ناقوس الخطر فعلى الآباء والأمهات أن ينتبهوا إلى هذا الخطر ويجدوا له الحل الأنسب.
وأضافت بولقجام: «على المناهج التعليمية أن تتغير في أفق أن تدرب أبناءنا على التواصل داخل الأسرة، والإعلام أيضا مسؤوليته كبيرة تجاه المواطنين في خلق برامج تشجع على التواصل ويعين الأسرة على أن تكون ملاذا لكل أفرادها لأان التواصل هو الكفيل بتحقيق معاني الأمن والسكينة داخل الأسرة».

للحصول على المزيد من المقالات الهامة، انضموا لأسرتنا على مواقع التواصل الإجتماعي:

صفحة الفيسبوك لمنصة أفدني

صفحة الانستجرام لمنصة أفدني

إعداد:رحمه نوار.

المصدر
مغرس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى