الأسرة والمجتمع

العشر الأوائل من ذي الحجة (فضائلها – العبادات المستحبة بها)

إن الله تعالى رحيم بعباده وقد خلق لهم مواسم الطاعات وأوقات الخيرات والتنافس على القرب منه وسبحانه وأعظمها موسم الحج وقد أوصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بفضل هذه الأيام العشر والتي تعد من أجمل أيام الدنيا. لذا بمناسبة اقتراب شهر ذي الحجة الفضيل تقدم لكم منصة نصيحة العشر الأوائل من ذي الحجة (فضائلها – العبادات المستحبة بها).

قد يهمك أيضًا:

أسباب تسمية الشهور الهجرية ومعانيها؟

كيف يمكننا الاستفادة من آشعة الشمس دون التعرض لأضرارها؟

العشر الأوائل من ذي الحجة (فضائلها – العبادات المستحبة بها)

إن العشر الأوائل من ذي الحجة هم أيام لهم فضل عظيم عند الله -عز وجل- وسوف نستعرض معًا مواضع ذكر فضل هذه الأيام للعبادة.

العشر الأوائل من ذي الحجة (فضائلها - العبادات المستحبة بها)
العشر الأوائل من ذي الحجة فضائلها العبادات المستحبة بها

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

ذكر الله -عز وجل- فضل هيه الأيام المباركة فقال تعالى: “وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ” [الفجر: 1-2]. وقال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة. وقال عز وجل: “وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ” [الحج: 28].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” [رواه الطبراني في المعجم الكبير].

العبادات المستحب فعلها في العشر الأوائل من ذي الحجة

على المسلمين أن يستقبلوا هذه الأيام المباركة بالتوبة الصادقة والعمل الصالح. وسوف نذكر معًا العبادات المستحب فعلها في هذه الأيام:

فعل الخيرات والعمل الصالح

لقوله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه العشر”، ومن أهم الأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله -عز وجل-: مساعدة الفقراء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونحو ذلك.

الصلاة

من المحبب قضاء الفرائض في أوقاتها والتسارع إلى الصف الأول والحفاظ على النوافل. عن ثوبان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عليك بكثرة السجود له، فإنك لا تسجد له سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة” [رواه مسلم].

الصيام

عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر” [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]، قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: “إنه مستحب استحبابًا شديدًا”.

الصدقة

إن الصدقة هي من أكثر الأعمال التي تقربنا إلى الله عز وجل طوال العام، ولكن الثواب في هذه الأيام المباركة يكون أعظم من الأيام العادية. قال تعالى: “مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً” [البقرة: 245]، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة ولو بالقليل، ووعد بالأجر الجزيل للمتصدقين، فقال صلى الله عليه وسلم: “اتقوا النار ولو بشق تمرة” [متفق عليه]. وقال صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم “رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه” [متفق عليه].

الحج

أفضل الاعمال المحببة إلى الله -جلَّ وعلا-  هي أداء مناسكه خلال العشر الأولى من ذي الحجة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما. والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة] متفق عليه. وعن رسول الله صل ىالله عليه وسلم  “والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” [رواه مسلم].

صيام يوم عرفة 

من المستحب لغير الحاج أن يصوم يوم عرفة. عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ] أخرجه مسلم.

ذبح الأضحية وإخراج حق الله فيها يوم العيد

فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَال: [ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا] (متفق عليه).

كما أنه من من الأعمال المستحبة في ذي الحجة أن يباشر المضحي بذبح أضحيتم بنفسه وأن يأكل منها اقتداء بنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.

الإكثار من الحمد والتكبير

من الأعمال المحبب فعلها في العشر  الاوائل من ذي الحجة أن يكبر المسلمون ويهللون ويحمدون الله ويسبحون، عبر الجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وفي كل مكان يجوز فيه ذكر الله، إعلاناً بتعظيمه تعالى.

قال الله تعالى: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) (الحج/28). وقد قال جمهور العلماء أن المقصود بالأيام المعلومات هي أيام العشر كما ذهب عن ابن عباس وغيره.

التكبير بعد أداء الصلوات

ويبدأ التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من ذي الحجة. قال ابن تيمية: ” أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة .. ” (مجموع الفتاوى 24/20) . وقال ابن حجر: “وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود: إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى. أخرجه ابن المنذر وغيره والله أعلم ” (الفتح 2/536).

وبهذا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، ونرجو من الله أن تكون هذه الأيام المباركة أيام عفو ومغفرة ورحمة للأمة الإسلامية جميعًا. أعاده الله علينا باليسر واليمنّ والبركات.

يمكنك متابعتنا من خلال:

عبر فيس بوك 👈 أفدني التعليمية

عبر انستجرام 👈 منصة أفدني

 

إعداد/ ندى وليد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى