التوحد وتأخر النطق هما اضطرابان مختلفان في التطور النمائي للأطفال. يمكن التمييز بينهما من خلال الأعراض والميزات الرئيسية التي تظهر في كل منهما. وقد يتسببان في صعوبة التواصل. ولكن هناك بعض الاختلافات الرئيسية بين هذين الاضطرابين، والتي يجب أن تكون على دراية بها. في هذا المقال، سنتحدث عن الفرق بين التوحد وتأخر النطق، وكيف يمكننا التمييز بينهما. فمعرفة الفرق بين هذين الاضطرابين أمر مهم، حيث يساعد على تقديم التدخل المناسب للطفل.
يُتبع للقراءة:
الطفل المتوحد وكيفية التعامل معه من قبل الأهل
أعراض وطرق علاج اضطراب التواصل الاجتماعي عند الطفل
الفرق بين التوحد وتأخر النطق، وكيف يمكننا التمييز بينهما:
التوحد:
يشير إلى اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder – ASD) الذي يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك. لا يستجيب الطفل لاسمه عند مناداته في كثير من الأحيان.
يتميز بصعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي، وصعوبة التفاعل الاجتماعي وفهم المشاعر والعلاقات الاجتماعية. ا يتفاعل شعوريا مثل تبادل الأبتسامة!. يصاحبه اهتمامات وسلوكيات متكررة ومحدودة. يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من صعوبة التكيف مع التغيير والروتينات المتغيرة، روتين غير مرن مثل لبس معين قبل النوم أو وجبة معينة في يوم معين.
ضعف أو انعدام الإهتمام بالأطفال من حوله أو اللعب معهم. بعض الحركات المتكررة كرفرفة اليدين أو الدوران الحلقي ف الغرفة.
تأخر النطق:
يشير إلى صعوبة الطفل في تطوير واستخدام اللغة المنطوقة بشكل طبيعي ومناسب للعمر. ويمكن أن يشمل صعوبة في نطق الكلمات وتشكيل الجمل وفهم اللغة المنطوقة. قد يكون السبب وراثيًا أو ناتجًا عن عوامل بيئية أو طبية.
لا يتأثر بالتواصل البصري عادة، يعرف الطفل أسمه ويستجيب عند مناداته. يتفاعل الطفل شعورياً مع محيطه كتبادل الأبتسامة مع والديه أو حضنهم. ويشير إلى ألعابه أو إذا أرد شيئا معيناً يستخدم الأشارات أو الايماءات. ويظهرون أهتماماً بالأطفال من حولهم.ولا يظهرون بالعادة روتين ثابت.
كيفية التمييز بينهما:
– العمر:
يمكن أن يظهر تأخر النطق في وقت لاحق من الطفولة مقارنةً بظهور التوحد الذي يمكن أن يظهر في الأعوام الأولى من الحياة.
– الأعراض الاجتماعية والتواصلية:
التوحد يترافق مع صعوبة كبيرة في التواصل الاجتماعي وفهم المشاعر وإقامة العلاقات الاجتماعية، في حين أن تأخر النطق يرتبط بصعوبة تطوير مهارات اللغة والتحدث.
– المجالات الأخرى:
التوحد يتضمن مجموعة واسعة من الأعراض والصعوبات مثل السلوك المتكرر وصعوبة التكيف مع التغيير، بينما تأخر النطق يركز بشكل أساسي على صعوبات اللغة المنطوقة.
هناك خطوات مهمة يمكن اتخاذها لمساعدة الطفل في التعامل مع التوحد أو تأخر النطق. تتضمن هذه الخطوات:
التشخيص المبكر:
يجب أن يتم تقييم الطفل من قبل فريق متخصص يشمل أطباء الأطفال وأخصائيي النطق واللغة والطب النفسي لتحديد التشخيص الدقيق. التشخيص المبكر يمكن أن يؤدي إلى بدء العلاج والتدخل المبكر، والذي يمكن أن يحسن نتائج العلاج.
العلاج التنموي:
يتضمن التدخل التنموي السلوكي والعلاج النفسي والتعليم المبكر. يتم تنفيذ هذا النوع من العلاج بواسطة فريق متخصص يشمل أخصائيي النطق واللغة والعلاج السلوكي والمعلمين المدربين في التوحد. يستهدف هذا العلاج تعزيز المهارات الاجتماعية واللغوية والسلوكية للطفل.
الدعم التعليمي:
يمكن أن يستفيد الأطفال المصابون بالتوحد أو تأخر النطق من برامج تعليمية محددة. يجب توفير بيئة تعليمية محببة وداعمة تستخدم أساليب تعليمية مخصصة لاحتياجات الطفل. يمكن أن يشمل ذلك التدريب على المهارات الاجتماعية واللغوية والأكاديمية.
الدعم الأسري:
من المهم أن يحصل الأهل على الدعم والإرشاد المناسبين لمساعدتهم في التعامل مع احتياجات وتحديات الطفل. يمكن الاستعانة بمجموعات الدعم للأهل، والتدخل الأسري، وتوفير الموارد والمعلومات المفيدة.
التدخل المتخصص:
في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تدخل متخصص مثل العلاج الدوائي أو العلاج المناسب للحالات المصاحبة مثل اضطرابات التوازن الحسي أو اضطراب فرط الحركة وانتباه.
التواصل المستمر والدعم:
يجب على الأهل والمعلمين والأطباء العمل معًا كفريق لتوفير الدعم المستمر للطفل. يجب توفير الفرص للتواصل والتفاعل الاجتماعي وتعزيز القدرات الفردية للطفل.
مع ذلك، يجب أن يتم التشخيص الدقيق والتمييز بين التوحد وتأخر النطق من قبل الأطباء والمتخصصين المؤهلين. فإذا كنت قلقًا بشأن تطور طفلك في هذه المجالات، يُنصح بإجراء تقييم شامل لتحديد التشخيص الصحيح واتخاذ الخطوات المناسبة للعناية بصحة الطفل. يجب استشارة طبيب الأطفال أو طبيب نفسي متخصص لتقييم الحالة وتوجيهك بشأن الخطوات المناسبة للتشخيص والعلاج.
تابعوا منصحة نصيحة على منصات التواصل الأجتماعي من أجل حياة أفضل وأسرة سعيدة:
